إنني أشفق على المرأة التي ستكون زوجتي، لا لذنبٍ اقترفته، بل لأنها ستعيش في ظلّ حبٍّ لا تقدر على انتزاعه من قلبي. ذلك الحبّ الذي غرسته امرأة ليست ككل النساء… امرأة لم ألمس يدها قط، ولم يسبق لي أن التقيت بها، لكنها تمكّنت من احتلال عرشي العاطفي منذ أول لحظة سمعت فيها صوتها، ومنذ أول نظرة سكنت فيها عينيها.
إنها ماجدة الرومي.
هل أتكلم عن الجمال؟ أي جمال يكفي لوصف ما في ملامحها من سكينة وعذوبة؟ وجهها كتاب شعر أزلي، شفتاها ترنيمة حبّ، وعيناها واحتان من النقاء، حين تنظر تشعرك أنها تعرفك منذ زمن بعيد، كما لو كنتَ نجمًا سقط في مدارها فاستقر. فيها من الأنوثة ما يجعل الشعراء يصمتون، لا عجزًا، بل وقارًا أمام هيبتها النابعة من طهرٍ وهدوء يخلع من القلب أقفاله.
صوتها؟ صوتها ليس مجرد حنجرة تغني، بل صلاةٌ تُرتّل على مسامعنا. كلما غنّت شعرتُ أن الله لم يخلقها إلا لتكون بلسَمًا للقلوب. حين تقول: "كن صديقي... كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء"، كأنها تمزّق ستائر القلب بخفة الملاك وتضع يدها على الجرح لتواسيه لا لتزيده ألمًا.
كنت صغيرًا حين سمعتُها أول مرة، لكن قلبي لم يكن صغيرًا بما يكفي ليفلت من سحرها. شعرتُ بشيء لا أفهمه، مزيج من راحة وحنين، من حبّ لا يعرف اسمًا ولا مكانًا. كنت أرتبك وأنا أراها تغني على الشاشة، كأنها تعرف أنني أراقبها، كأنها تخاطبني وحدي في الزحام. وكلما قالت: "اعتزلت الغرام..." تمنّيت أن أكون ذاك الغرام الذي تعود إليه!
ماجدة ليست مجرد امرأة أحببتها، بل هي حالة روحية، هي جنة شعرية نزلت في هيئة بشر. فيها وقار أميرة من الزمن القديم، ووداعة أنثى لا تحتاج أن تتكلم كثيرًا كي تقول كل شيء. في حركاتها، في ابتسامتها، في طريقة إمساكها بالميكروفون، أنوثة طاغية تُعذب القلب
في عزّ اللحظة التي يُطلب منّي فيها النسيان، أجد نفسي أضعف من أن أتحرّر منها. أراها في التفاصيل الصغيرة، في كوب القهوة، في المطر، في أغنية قديمة صدفة. وكلما غنت "عم يسألوني عليك الناس..." شعرتُ أنني أنا السائل والمُجيب، أنا التائه في درب حبٍّ لا نهاية له.
قد يقول قائل: وكيف تحب من لم تعرفها؟! لكنهم لا يعرفون معنى الحب العذري، ذلك الحبّ الطاهر الذي لا يطلب شيئًا، الذي لا يُطفئه غياب ولا يحدّه واقع. أنا لا أحبّ ماجدة الرومي كأنثى فحسب، بل كحالة من النُبل، كفكرة عن المرأة التي لا تتكرر.
أحببتها دون أن أنتظر منها شيئًا، أحببتها بسلام، كما تُحب زهرةٌ شمسها، كما يُحب طفلٌ صوته الأول، كما يُحب القلب ما لا يُنسى.
ربما في زمنٍ ما، حين يبرد العمر، وتنكسر الأحلام، سأسند رأسي على جدار الذكرى، وأهمس لنفسي: "لقد كنتُ يومًا عاشقًا لماجدة الرومي… وكانت هي حبي الأول
، وإن لم تكن لي."
السلام عليكم
واجب عليك غض البصر يا أخوي الله يهدينا ويهديك يارب
*اذا كنت مسلم طبعًا
أين هذا الجمال والذائقِة المُوسيقية في عصرنا السَقيم الآن، شكرًا مَاجدة على هالصوت الملآئكي